روى رئيس جهاز الاستخبارات الأسبق، الأمير تركي الفيصل، بعض الأحداث التي وقعت في الأيام التي سبقت غزو العراق للكويت، والذي وقع في يوم 2 أغسطس عام 1990م.

وأوضح أنه قبل وقوع الغزو كان في الولايات المتحدة الأمريكية والتقى في البيت الأبيض مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق برنت سكوكروفت، وتبادل معه المعلومات بخصوص تحركات عراقية بالقرب من الحدود الكويتية.

وأضاف أنه تواصل مع مكتبه في الرياض، وعلم أنه في اليوم السابق رصدت الاستخبارات السعودية تحركات عراقية وتواجد أفراد أقل من العشرات على جزيرتي فيلكا ووربة الكويتيتين، وأبلغت الكويت بذلك، إلا أن أحدا لم يكن يعتقد أن ذلك بداية للحشود بالدبابات.

وأشار إلى الاهتمام الكبير من القيادة السعودية بتخفيف التوتر بين العراق والكويت بسبب ما بدأ صدام يروج له من أن الكويت تضر بمصلحة بلاده من ناحية أسعار البترول واستخلاص النفط من آبار مشتركة بين البلدين، ما أدى لعقد مؤتمر جدة.

وبيّن أن المملكة تواصلت مع أعلى المستويات في البلدين ومع الرؤساء العرب لعدم تأجيج الحملة الإعلامية ضد الكويت، وأنه زار العراق قبل الغزو بشهرين للتشاور مع العراقيين، والتقى مع صدام حسين وأبلغه برسالة من الملك فهد بعدم التصعيد، وردّ صدام بأنه ليس لديه توجه سلبي تجاه الكويت، وأن كل الرسائل من العراقيين كانت تطمينية.

وقال الفيصل إن كل المعلومات عن الحشود العراقية على حدود الكويت كانت تبلغ عبر جهاز الاستخبارات إلى الملك فهد والمسؤولين، برغم التطمينات من العراقيين بعدم القيام بأي عمل، وأن صدام لم يخفِ الحشود ولم يحاول أن يخفيها.

ولفت إلى أن صدام كان يبرر تحرك القطارات التي تحمل معدات عسكرية وتتوجه من بغداد ومناطق أخرى إلى قرب الحدود مع الكويت بأن ذلك لغرض القيام بمناورات عسكرية لا أكثر.