دخلت المملكة في 4 مارس من عام 1938؛ عهد إنتاج النفط من أول بئر وهي بئر “الدمام 7″، وذلك بعد 5 سنوات من التنقيب ومحاولات استخراج النفط.

وفي ذلك اليوم تدفق النفط من البئر بمعدل 1.585 برميلا في اليوم، من عمق 1.5 كيلومتر تقريباً، بواسطة شركة “أريبيان ستاندرد أويل كومباني”، والتي عرفت اختصاراً بـ”كاسوك”.

قصة البداية

بدأ الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود في عام 1923، التفكير في التنقيب عن النفط في المملكة وتحديداً بالمنطقة الشرقية، وشرع في عمليات الاستكشاف بالتعاون مع عدد من الجيولوجيين الأمريكيين الذين جابوا الصحاري والوديان بحثاً عن النفط.

وتم حفر أول بئر اختبارية في الظهران عام 1935، غير أنها لم تسفر عن النتائج المرجوة، واستمرت عمليات الحفر لعدة سنوات أخرى، وفي أبريل من عام 1935 تقرر بدأ العمل في حفر بئر الدمام رقم (1) وبعد سبعة أشهر أنتجت البئر دفعة قوية من الغاز وبعض بشائر النفط، ولكن عطلًا في المعدات أجبر طاقم الحفر على إيقاف تدفق البئر حيث جرى سدها بالأسمنت.

واتجه الطاقم لحفر بئر الدمام (2)، وكان العمل مبشراً حيث تدفق النفط منها بمعدل 335 برميلًا في اليوم، ثم زاد إلى 3840 برميلًا يوميًا بعد المعالجة بالحامض، ما شجع على حفر آبار الدمام 3 و4 و5 و6، غير أنها لم تحقق نجاحاً، كما أن الإنتاج من البئر (2) انخفض إلى 100 برميل في اليوم، ليصدر القرار بإعداد بئر الدمام رقم 7 لتكون بئر اختبار عميقة.

بئر الدمام رقم (7)

بدأ حفرها في ديسمبر 1936، ولم تخلُ من الخيبات والإخفاقات والأعطال، ولكن بعد نحو 10 أشهر في أكتوبر 1937 انتبه الحفارون إلى نحو 5.7 لتر من النفط في طين الحفر المستخرج من البئر، مع بعض الغاز، واستمر العمل حتى جاء يوم 4 مارس 1938، حيث أنتجت البئر 1585 برميلًا في اليوم، ثم ارتفع الإنتاج إلى 3690 برميلًا بعد 3 أيام، وتواصل الارتفاع خلال الأيام اللاحقة حتى وصل إلى 3810 براميل في اليوم السادس.

أول شحنة نفط

عقب الإعلان عن إنتاج النفط بكميات تجارية في أكتوبر 1938، زار الملك عبدالعزيز الظهران؛ برفقة وفد ضم نحو ألفي شخص، وأُقيمت احتفالات ضخمة بهذه المناسبة، وتزامنت زيارة الملك مع اكتمال خط الأنابيب من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة، بطول 69 كيلومتراً.

واستقبل ميناء رأس تنورة ناقلة النفط “سوكال دي جي سكوفيلد” في مايو 1939، حيث دشّن الملك عبد العزيز أول شحنة من النفط السعودي إلى خارج المملكة، حيث صعد الملك على متن الباخرة وقام بفتح الصمام لضخ النفط إلى الباخرة.

شركة “أرامكو”

في 31 يناير 1944 تم تغيير اسم شركة “أريبيان ستاندرد أويل كومباني” المعروف بـ”كاسوك” إلى شركة الزيت العربية الأمريكية، والتي أصبحت لاحقاً تُعرف باسم “شركة أرامكو السعودية”.

خط “التابلاين”

في العام 1950 اكتمل إنشاء أطول خط أنابيب في العالم في المملكة بطول 1.212 كيلومترا، والذي ربط شرق المملكة بالبحر الأبيض المتوسط، وقد أسهم الخط بشكل كبير في اختصار وقت وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا، كما أنه كان سبباً في نهضة 3 مدن سعودية تقع على الخط هي طريف، وعرعر، ورفحاء.