[COLOR=darkblue]متابعة@ناصر المطيري :[/COLOR]
سقط وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين مغشيا عليه خلال وقوفه للمسألة أمام مجلس الشورى مساء البارحة , علما بأنها ثاني حالة إغماء تحدث للوزير في الآونة الأخيرة , حيث تعرض لنفس الحالة أبان وجوده في منتدى المياه والطاقة بجدة قبل حوالي العام .
وبعد أن تم حمله إلى غرفة الاستراحة بالمجلس , وارتاح لأكثر من 45 دقيقة , عاد الحصين للقاعة الرئيسية ليعلن عن انتهاء أزمة المياه في المنطقة الجنوبية في شهر جماد أول من عام 31 هجري ، ولكن أعضاء مجلس الشورى ردوا عليه بتأكيدهم على وجود تسجيلات توثق وعوده السابقة بإنهاء الأزمة خلال ستة أشهر .
وأبدى رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى الدكتور طلال بكرى استياءه من تنصل وزير المياه والكهرباء من الإجابة على مداخلته التي لقيت ترحيبا من جميع الأعضاء ، قائلاً ” كيف يعد وزير المياه بانتهاء أزمة المنطقة الغربية بدون وجود توصيلات حقيقية ملموسة على ارض الواقع من محطة ” الشعيبة 3 ” إلى منازل المواطنين ” , وأضاف ” إن المجلس يناقش مشكلة الماء والكهرباء بشكل أسبوعي ويعلم علم اليقين أن هناك مشكلات في هذا الجانب لكن حينما يأتي معاليكم للمجلس تظهرون أرقاما ومشروعات لا نراها إلا من خلالكم أو من خلال وسائل الإعلام المقروءة، ولا ندري أين هي على ارض الواقع وكأنكم تتحدثون عن وطن غير الوطن الذي نعيش فيه؟ .
أما الدكتور عبدالله بخاري عضو المجلس فتساءل في مداخلته لوزير المياه عن وضع المياه بجده قائلاً ” في كل مرة نستمع إليك يا معالي الوزير وفى قلوبنا التفاؤل ولكن يحبطنا الواقع , ففي مدينة جدة لا تزال الكثير من الأحياء لا تصلها المياه إلا مرة واحدة كل ثلاثة أشهر ، كما أن الموارد المائية في المملكة يلفها الغموض ، ومع ذلك أشير في سؤال سابق إلى الخطة الوطنية أو الإستراتيجية الوطنية للمياه طويلة المدى في المملكة وأجبتم عليها بإيجاز , ولكن يا معالي الوزير هل أخذتم في الاعتبار ضمن الإستراتيجية التي نسمع عنها منذ سنوات , تغطية الزيادة المستمرة في تعداد السكان بمعدل 3.5 في المائة سنويا ؟, حيث سيصبح تعداد السكان عام 1440 هـ قرابة 40 مليون نسمة ، وسيتضاعف هذا التعداد كل سبعة عشر عاما حسب الإحصائيات الرسمية , وهل اخذ في الحسبان التمدد العمراني للمدن , الذي أصبح يأخذ الاتجاه الرأسي والاتجاه الأفقي في وقت واحد ؟ ” , وأضاف ” باختصار يا معالي الوزير، متى تعرض الخطة على مجلس الشورى ومتى تطبق إستراتيجية مياه بعيدة المدى تأخذ في الحسبان الزيادة الهائلة المستمرة في تعداد السكان بالإضافة إلى التمدد بسرعة مذهلة للخمسين عاما القادمة ؟ “.
وسأل الدكتور عبد العزيز الثنيان عضو المجلس , الوزير الحصين عن مدى رضاه عن خصخصة المياه فلم يجب الوزير إلا بعد أن ” استحلفه الثنيان بالله ” , فأجاب الوزير قائلاً “أنه في أتم الرضا عن مشروع الخصخصة “، وقال الثنيان أن الخصخصة موضوع استراتيجي يجب أن يدرس بمجلس الشورى قبل البت فيه ، واقترح في الوقت ذاته أن تبقى المؤسسة العامة لتحليه المياه على مسماها ووضعها ويكون لها دعم ، وفي حال أثبتت جدواها ينظر في تحويلها إلى شركة . وطالب الثنيان وزارة المياه بعدم استشارة البنك الدولي في خصخصة المياه , واصفاً البنك الدولي بـ ” التعيس “، ” فنحن أدرى بأمورنا الداخلية .