إن وقت الإنسان عزيز و إنه نعمة سيسأل عنها يوم يلقى خالقه ، فكان من الواجب إنفاقه في عبادة ربه و بذل المستطاع في العمل النافع...
لقد عامل الإسلام الإنسان على أساس مراعاة غرائزه النفسية و حاجاته الجسدية ، بحيث كفلت له قدراً كافياً محدداً لإشباعها مع تحديد الضوابط و المجالات لتصريفها و إمتاعها ..
لم يكن الإسلام يوماً ذلك العدو المتسلط على طبيعة النفس البشرية ، يحاربها و يقمعها ، كما هي دعوى المفرطين من اعداء الإسلام ، بل هو دين يتعامل مع النفس البشرية بحسب فطرتها السوية ، يواكبها بدون إنفلات أو إطلاق أو كبت أو تضييق ..
إن التوازن صبغة الدين الإسلامي على إمتداد شرائعه و تقنياته - يسير وسهل - ولايهدف الى تضييع طاقات الإنسان ...
لقد أحاط الإسلام الإنسان بتشريعات من جميع جوانبه ، جسمه ، روحه ، عقله ، غرائزه ، افكاره ، وجدانه .. وذلك ناشئ أساساً مما اختص الله به هذا الدين من صفة الشمول (مافرطنا في الكتاب من شيء ).. ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )..
لذلك يجد الإنسان في هذا الدين مايحقق حاجة جسده و يسمو بفكره ويهذب عواطفه ..
إن هناك خطرين يهددان الأمة الإسلامية :
الخطر الأول :- ماتقدمه مناهج التعليم المفرغة من الإيمان بالله و العمل الخالص لوجهه وبناء المجتمع الإسلامي.
الخطر الثاني :- ماتقدمه وسائل الإعلام المختلفه من مفاهيم ضالة ، وشبهات ، وسموم ، و أساطير و خرافات ...
هذه المفاهيم التي تستنكر قيم الإسلام الحقيقية ، التي تحقق ذلك التمزق الخطير بين الرجل والمرأة ، والزوج و الزوجة ، و الأبن و الأب ، والتي تجعل الرشوة و الحرام و الخطف و التأمر وسائل مشروعه للثراء و الغنى و الكسب ..
الترفيه بما نراه اليوم ومانسمع عنه يشكل معول هدم و تخريب الأسس وركائز الأخلاقيات الإسلامية . ..
أسال الله أن يوفق القائمين على هيئة الترفيه لاتباع الحق و أن يقدموا برامج وفعاليات نافعة للأمة ، و أن يكون دورها لنشر الثقافة و الترفيه بجميع أنحاء المملكه ..
حفظ الله مملكتنا وجعل أيامها ممتعة في ظل مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ...
دمتم بود
محمد عبدالله المعيقل
twitter/ @moikel_1