(الطموح للأفضل)
ما بين التطبيق على المستوى الفردي والمجتمعي
(لا تنظر للأعلى لكي لا تؤلمك رقبتك)
ما مدى صحة هذه المقولة على تصرفاتنا الحياتية كافة؟
تطبيق هذه المقولة تريح قلوبنا وبالنا وانفسنا في تعاملاتنا الاقتصادية..
فمما لاشك فيه بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي قسّم الارزاق بين عباده وفضل بعضهم على بعض في الرزق..
ولا حق لنا في الاعتراض على مشيئته، وفي نفس الوقت كل مسلم مطالب في الاخذ بالأسباب وبذل الجهد لتحسين مستواه المادي والاجتماعي..
بل إن الارتقاء بالنفس البشرية اخلاقياً يتطلب اصلاح ذاتي من الفرد نفسه، اي انه يبحث عن اخطاءه الداخلية ويعمل على اصلاحها دون النظر إلى غيره من الناس إلا لأخذ العبرة..
ولكن يبقى لدينا سؤال مهم هل هذا الأمر ينطبق على مستوى المجتمعات كاملة؟
ما رأيكم بالمقولة التي تستخدمها حكومات المجتمعات
(احمدوا الله نحن أفضل من غيرنا)؟؟
هل تتفق معها عزيزي القارئ أم لا؟
هل هذه المقولة تتوافق مع المقولة التي ذكرتها في بداية المقالة؟
المجتمعات البشرية لابد لها من الارتقاء والطموح إلى ما هو أفضل دائماً وذلك لا يمكن أن يحدث إذا ظلت المجتمعات منغلقة على نفسها دون النظر إلى المجتمعات المتقدمة لتستفيد من نهوضها..
وهنا يبقى السلاح الاقوى ذو الحدين هو الذي يلعب بعقول أفراد المجتمعات هو المؤثر الاساسي في طريقة فهم وتطبيق تلك المقولة، ولاشك أني اقصد هنا (الاعلام) بكل وسائله المتاحة..
نعم ذلك السلاح الذي يتحكم بادراك ووعي المجتمعات..
فهو نفسه الذي يمكن أن يصور الاستفادة من المجتمعات المتقدمة على انه امر ايجابي أو سلبي..
فيصوره ايجابي اذا اخذنا حسنات المجتمعات المتقدمة دون المساس بأمن أو عقيدة مجتمعنا، ويصوره سلبي من جهة اخرى اذا ركز على السبل التي استخدمتها العقول المتفتحة لأفراد أولئك المجتمعات لتحقيق مرادهم حتى ولو فشلت تلك السبل التي يصورها الاعلام المتحكم به من قبل السلطة على انها ادوات غير قانونية أو تخالف الشريعة الاسلامية..
وفي النهاية نقول بأن الحقيقة دائماً ناصعة وواضحة وضوح الشمس في السماء الصافية وإذا كان هناك من لا يريد أن ينظر إلى تلك الحقيقة فهذا شأنه .
[CENTER]عبدالعزيز الحجي- الكويت
AlBigboss86@[/CENTER]