إنه الوهم !
تمر بنا الأيام كلمح البصر فما أن يبدأ العام حتي ينتهى ،
أصبحنا نخطأ كثير في كتابة تاريخ العام ، فماذا أودعنا
تلك الأيام وتلك السنين التي طويت ؟ .
الإنجاز قليل إن لم يكن معدوم ، أهداف غير واضحة ،
روتين محبط ، بل أبدعنا في توليد الأفكار والآليات التي
نقضي بها على الوقت فيما لا فائدة منه .
هل ياترى نحن راضون عما استودعناه في تلك الأيام من أعمال
تعود علينا بالخير في الدارين ؟ .
رحل أحد الأصدقاء الأعزاء على قلبي والذي طالما أجلت زيارتة
حتي يأتي اليوم الذي أصطحب له أغلى الهدايا وأجملها ، أوحتى أكون في حال
أفضل مما أنا فيه ، أو حتى الإنتهاء من إتمام الكثير من الأعمال التي أعتقد
بانها ستجعل مني أكثر إعتدال في المزاج وغير ذلك من الأعذار الواهية .
إنه الوهم والفوضى في إدارة الذات وترتيب الأولويات ! .
فلا بديل عن العودة بكل عزم لإدارة ذواتنا وترتيب الأوليات ،
وتحديد الأهداف وفقاً للأهمية ، فإدارة الذات وترتيب الأولويات
عامل تميز حقيقي إن تمكنت من السيطرة عليه فستستطيع أن تحقق الكثير
مما تطمح في إنجازة في كل المجالات وبكل كفاءة وفاعلية .
وإن لم نعد دراسة أولوياتنا وإدارة ذواتنا فستكون الخسارة غالية
وسنجنى الكثير من تبديد للطاقات وضعف بالإنجاز .
فلا تأجيل للجميل حتى يأتي الأجمل ، ولا تأخير للعمل حتى ينقضى وقته ،
فنحن لا نملك أن نوقف الزمن ، فالأيام تمضى ، والظروف تتبدل ، وأنا وأنت لسنا كالأمس ، وما أجمل أن نقوم بأعمالنا في وقتها دون تأجيل ووفقاً للأولويه .
فهناك الكثير من الأعمال والمهام لا تخضع لقوانين الخطط والإستراتيجيات طويلة المدى
، وإنما تأتي في أعلى قائمة الأولويات العاجلة ، فالحياة مشروع قصير لا نعلم متى ينتهى !.
بقلم
صالح الرزقي