[CENTER][COLOR=#FF0017]محمد السرحاني[/COLOR][/CENTER]
الكسـل أحـلى من العسـل ..
ماذا جنى طلابنا وطالباتنا مـن هـذا الكسـل ؟
لا شيء سوى النجـاح من فصل إلى فصـل آخر دون معرفة أو دراية بالمادة الدراسية , نظـرا للأنظمة الدراسية بالتعليـم العـام وخاصة في المرحلة الابتدائية ولعل أكبر سبب في ذلك التقويم المستمـر الذي تغلب عليه العاطفة قبل التعليم في المراحل المتقدمة من الدراسـة بعيـدا عن التركيز عـلى المهارات الأساسية سواء الكتابية أو الحسابية ! فنجــد أكثر طلابنـا بل أغلبهم ناجحـون من مرحلة إلى مرحلة بدون إتقان المهارات الأساسية للمادة العلمية .. فحينما نسـأل أغلب طلابنا وطالباتنا هل تشعرون بسعادة النجـاح فتكون أغلب إجاباتهم نجاح ليس له طعم ولارائحة .. السبب : لأنهم لا يعملون ولا يعلمون شيئاً ولا يتابعون دراستهم خارج المدرسة - البيت نظرا للعدم المتابعة من ذويهم دراسيا في أغلب الأوقات .. حقيقة من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة .. ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل .. هـذا السيناريو هو السـائد في معظم تعليمنا العام بل المصيبة والداهية استمـراره في التعليم العـالي .. المشكلة لا تحـدث الآن ، ولكنهـا تحـدث بعد عشرين سنة مـن التبطح والكسل، تكـون نتيجتها : ولـد غير صالح للوظيفـة أو تكمـلة الدراسة وبنت غير صالحة لتحمل الأعبـاء الدراسية .. ببسـاطة : غياب الإحساس بأهمية الدراسة والتعليم لمدة عشرين عاماً لن تجعل عندنا طالبا أو طالبة يحسون بالتعليــم وأهميته في الحياة . وبلا تعليم لا يمكن أن تستقيم الحياة .. الطالب الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن أن لا مبالاة حينما يكبـر , ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك في الطالب نفسه بعد عشرين سنة من التعليم .. الانضباط بالتعليم يعطينا مؤشر بالنجاح له قيمته العلمية قبل القيمة الدراسية وبدون انضباط لا يوجد تعليم ..
الســؤال هنا هــل سنسعى للتغير مـن أنفسنا ومــن أســلـوب التعليـم في مملكتنا الحبيبة أم سنتركهــا على حالهـــا . علينا بالتكاتف مع بعض وخاصة الأباء والأمهات عليهما بمراقبة ومتابعـة الأبنـاء في دراستهم والحرص عليهم من اللعب والتلاعب ولا يكتفون بدراستهم داخل البيئة المدرسية ..
تكثر التساؤلات من حين إلى آخر وخصوصا من الآباء و الأمهات لماذا وصل التعليم إلى هذا الأسلوب أو هــذا الانحطــاط والضعف !! والجواب : لأنكم حرمتم أبناءكم من لذة الاعتماد على النفس لتحقيق الأهداف ومن متابعتهم دراسيا أول بأول فصارت عندهم الحياة بلا طعم ولا إيمان بالحياة . غيروا سياسة التربية .. غيروا فكرة لا أريد أن يشعر ابني بأنه محروم من شيء.. واجعل حياة ابنك - بنتك - مليئة بالأهداف ، و الحركة ، و السعي لرفع قيمته العلمية حتى ينتفع به غيره من الناس.. وليعرف أن قيمته ليست في قيمة الجوال الذى يمتلكه ، والسيارة التي يركبها ، وماركة التشيرت والنظارة .. بكل اختصار قيمة الإنسان في تزكيته لنفسه بالعلم النافع والعمل الصالح والخلق القـويم .. قيمته في عبادته لربه و بره بأمه وإحسـانه لجــــاره .