عنوان هذه المقالة هو لإحدى روايات الأديب المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب، وما نشاهده ونسمعه هذه الأيام عبر الإعلام المصري بعد الأحداث التي أعقبت مباراة مصر والجزائر هو برأيي كالثرثرة التي لا طائل من وراءها، وأن استعداء الآخرين هو أصدق وأوضح نتيجة لهذه الثرثرة.
والمتابع للقنوات الإعلامية المصرية المرئية والمقروءة والمسموعة يدهش ويصدم في ذات الوقت لهذا التجييش الإعلامي المقنن لهذه الآلة وتوجيهها للسب والشتم في كل صوب واتجاه ولم تسلم حتى الدولة المنظمة للمباراة الفاصلة بين المنتخبين من سهام الآلة الإعلامية المصرية واتهامها بالدولة الغير مؤهله لتنظيم مثل هذه المباريات، علما بأن إتحاد كرة القدم المصري هو من اختار السودان بلدا محايدا لإقامة هذه المباراة.
وما يدعو للغرابة والدهشة أن من يتولى زمام هذه الحملة المحمومة هو الإعلام الرسمي، وهو لسان الدولة المصرية والناطق باسمها.
فهل ما حصل عقب تلك المباراة من أحداث يستأهل كل هذه الحملة والتحريض للشارع المصري واستعداء الآخرين من قبل الإعلام المصري، أليس الأولى بهذه الآلة الإعلامية الضخمة أن توظف إمكاناتها البشرية والتقنية لمناقشة ومتابعة قضايا الشعب المصري الذي يرزح تحت وطأة البطالة والتلوث البيئي والتكدس السكاني وانتشار المناطق العشوائية وغيرها من القضايا المهمة التي أرقت حياة المصريين وزادتهم بؤسا وألما.
وما الاجتماع الطارئ الذي دعا له وعقده الرئيس المصري عقب الأحداث التي أعقبت تلك المباراة مع عدد من مسئولي الدولة المصرية رفيعي المستوى وكذلك استدعاء السفير المصري في الجزائر والتفكير بسحب الاستثمارات المصرية والتلميح إلى قطع العلاقات نهائيا بين البلدين، كل ذلك لا ينبئ عن نية أو توجه للتهدئة وقتل الفتنة في مهدها بل ذلك يزيد الأمور اشتعالا والقضية تأزما.
هل كل ذلك من أجل كرة قدم، وعدم تأهل لكأس العالم؟ هل كرة القدم بهذه الدرجة من الأهمية لتقوم دولة بتوظيف إعلامها الرسمي والخاص ضد دولة أخرى وتتهمها في عروبتها وشهداءها وكيانها لمجرد أن مجموعة من المتعصبين المعتوهين أثاروا الشغب عقب المباراة واصطدموا مع بعض الجماهير المصرية وحصل بينهم ما حصل، وهل يعقل ما يروج له الإعلام المصري من أن الجزائر قامت بإطلاق سراح مساجينها وإرسالهم إلى الخارج للتشجيع ثم اعادتهم إلى زنزاناتهم في السجن دون أن يفر منهم أحد، هل كل هذه الثرثرة لأجل كرة قدم؟ أم كما قال أحد المصريين بأن هدف هذه الحملة هو السعي للكسب السياسي داخل مصر باسم الالتفاف حول الدولة وقيادتها وادعاء التصدي لمن يحاول المساس بكرامة الشعب المصري.
وما أجمل ما قاله الكاتب المصري الساخر أحمد رجب في زاويته الشهيرة "نصف كلمة" حين قال "مصر أرقى وأكبر وأعظم من أن يمس كبرياءها غياب التوفيق في مباراة كرة .. ولا يصح حتى مجرد الأسف على كرة تنتقل من جزمة الى جزمة ولا تعمل إلا بالجزمة ولا تشبع من ضرب الجزمة"
[B][ALIGN=CENTER][COLOR=red]عيد جريس
eidjrais@hotmail.com[/COLOR][/ALIGN][/B]
التعليقات 1
1 ping
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
25/11/2009 في 11:33 ص[3] رابط التعليق
أخوي عيد هذا الانفجار الشعبي
هو موجود من قديم وليس وليد اللحظة
حـتى على المستوى الشعب الواحد من أجل فريقين يتنافر الصدقان ..
ولكن الذي أضيف على ذلك اثارة الاعلام لهذه المشلكة …
وتدخل الكبار بشكل واضح وإن كانوا يتدخلون سابقا ولكن لم يكن علني
امر معتاد
فمن جعل الرياضة غاية وليست وسلية لا تتعجب ان يحصل من هذا واكثر
(0)
(0)