حب المرأة للشعر لم يكن حبا فطريا للجمال والمباهاة فحسب، بل تجاوز ذلك للأمور الحسية ذات السياق المنفعي كالتستر به في الحروب حين ينزع عن المرأة ملابسها، أو لتدفئة طفلها الرضيع، أو استخدامه في حالات قصوى لأمور حياتية كخامة من خامات النسيج، ولعل كل هذه الدوافع والاحتياجات دفعت بالنساء قديما للاهتمام به ورعايته، والبحث عن مسببات تساعد في تطويله كان منها المقبول والطبيعي كالزيوت واستخدام الرماد، إلا أن الخرافة دخلت في سياق البحث عنه كجانب يبرر أحيانا طول شعر امرأة بدون استخدام أي مواد.
ووفقا لصحيفة مكة فقد اشتهر عند بعض النساء أن الشعر يطول حين تختم زيارتها للحرم بقص أطراف شعرها ورميه عند هضبة الصفا، آمرة له بأن يسعى، وأغلبهن ينثرن جزءا منه على الهضبة والآخر في آخر المروة، ولا بد كي يكتمل نجاح مهمة «تطويل الشعر» أن تقصه أول الشهر وبداخل المسعى.
غلبت هذه الأسطورة على الذهنية ، إذا ارتبطت صورة طول الشعر بطول المسعى وما يحمله المسعى من رموز للخير والنماء والجمال.
يرافق ويعضد هذه الأسطورة أسطورة أخرى قريبة منها، ولا تخلو من طرافة وبساطة تدل على سذاجة التفكير في ذلك الزمن، حيث تعمد بعض الأمهات حين تنجب أنثى في لحظة ولادتها إلى دعوة صاحبة أطول شعر في الحارة، لتلف بشعرها على عنق المولودة الصغيرة ثلاث لفات، وفي الأخيرة تشد اللفة إلى أن تكاد تختنق المولودة، وإذا تغير لونها ضمنت الأم أن مولودتها ستصبح تماما كتلك المرأة في طول شعرها.