لم تتوقف المزاعم السياسية والاقتصادية التي تستهدف المملكة، لكن من يروجون هذه المزاعم المشبوهة، واصلوا حملتهم حتى طالت الجانب العقائدي، بعدما زعم موقع مسيحي أمريكي (christiantoday)، الإثنين (26 سبتمبر 2016)، أن المملكة، رحلت 27 مسيحيًّا؛ لاتهامهم بأداء شعائر دينية في منازلهم”.
ولم تتوقف مزاعم وادعاءات الموقع الأمريكي عند هذا الحد، لكنه أورد إحصاء (غير موثق)، يشير إلى أن “عدد المسيحيين في المملكة يقدر بنحو 3% من إجمال عدد السكان”، ما يتعارض مع الإحصاءات الرسمية الواقعية، التي تكذب الرقم الوارد في سياق تقرير الموقع.
وذكر الموقع (في تقرير اليوم)، أن حكومة المملكة تعهدت عام 2006، بوقف التدخل في طرق العبادة الخاصة لغير المسلمين، ونقل مزاعم عن البروفيسور كميلي عيد (بجامعة ميلان، الخبير في الشأن المسيحي بالشرق الأوسط)، مفادها أن “حكومة المملكة تقول، إن المسحيين يمكنهم الصلاة بشكل خاصّ وليس عامّ، وعندما يكون العدد أكثر من اثنين، أو مجموعة عائلات تصلي معًا في منازلهم ما بطريقة سرية، تتدخل الشرطة، ويتم القبض عليهم”.
وفي سياق التحريض، أشار الموقع إلى أن “أي شخص يرتدي الصليب في المملكة يمكن أن ينزعه عنه أي فرد من المواطنين أو غيرهم وليس أفراد الشرطة”. مشيرًا إلى أن “الأمريكان والفرنسين والإيطاليين يحتفلون بعيد الميلاد وعيد الفصح داخل سفاراتهم، لكن لا توجد أماكن عبادة للمسحيين أو اليهود أو الهندوس”.
وضمن عملية التحريض ذاتها، يروج الموقع مزاعم حول “فتاة اعتنقت المسحية، وكتبت قصيدة في المسيح، لكنها اختفت، ثم وجدت بعد العثور عليها ميته، وتبين أنها
مقطوعة اللسان” على حد زعم كاتب التقرير، الذى لم يشير إلى مكان وزمان الواقعة أو حتى رقم القضية، ما يوحى بأن الموضوع مختلق.
وتكثر الروايات المشبوهة، التى تستهدف المملكة، رغم اعتمادها في الغالب على معلومات وهمية، أو أشخاص فاقدي الأهلية، وليس أدل على ذلك مما كشفت عنه نصوص تحقيقات (رسمية)، أجريت مع معتقل سعودي بـ”جوانتانامو”، ادعى أن مسؤولًا سعوديًّا شارك في تجنيده لشنّ هجمات إرهابية، قبل أن تعلن جهات التحقيق أن المعتقل “يعاني من اضطرابات”
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن المعتقل السعودي، غسان عبدالله الشربي (الملقب بصانع قنابل تنظيم القاعدة)، قال في التحقيقات (أفرجت عنها وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرًا)، إن سعوديًّا مجهولًا يشار إليه بصفة “صاحب السمو” شارك في محاولة تجنيده لشن أعمال عنف إرهابية قبل هجمات 11 سبتمبر.
ولفتت الوكالة إلى أن هذه المزاعم الجديدة، تأتي رغم أن لجنة 11 سبتمبر خلصت إلى أنه لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الحكومة السعودية كمؤسسة أو كبار المسؤولين السعوديين بشكل فردي قد دعموا الهجمات، وسط تأكيدات من الوكالة بأن ما قاله المعتقل “الشربي” معقد ويفتقر إلى تفاصيل مهمة، وأنه يعاني من أمراض وحالة عدم اتزان؛ حيث قال للمجلس، إنه قد خرج للتو من مستشفى المعتقل، وهو مجهد تمامًا ويشعر بالغثيان والرغبة في النوم العميق، ويستخدم ما يوصف بأنه “جهاز تنفس يدوي” بحسب صحيفة عاجل.