كشفت دراسة حديثة عن سبب شعور الإنسان بوجود مَن يراقبه ويرصد تحركاته أثناء سيره، لافتةً إلى أن منظومة الإنسان البصرية اللاواعية، إلى جانب عمل منطقة تسمى “اللوزة الدماغية أو العصبية” هي السبب وراء هذا الشعور.
ففي بعض الأحيان، تجد أن هناك ما يدفعك للالتفات لترى أن شخصاً ما يراقبك، وقد يحدث ذلك في قطارٍ مزدحم، أو خلال الليل، أو لدى التجول في أحد المتنزهات.
فكيف تعلم أنك تخضع لمراقبة ما؟ قد يبدو أن الأمر متعلقٌ بحدس لا صلة له بحواسك، ولكن الحقيقة أن مثل هذا الشعور يُظهِر أن تلك الحواس، وخاصة حاسة النظر، يمكن أن تعمل بطرق غامضة.
وبيّنت الدراسة التي أجريت بمستشفى جامعة جنيف السويسرية وفقاً لـ”بي بي سي”، أنه بإجراء تجارب على أحد المرضى المصابين بإتلاف القشرة البصرية اتضح أنه يتوقع ويحدق في اتجاه مغاير للآخرين ممن يتمتعون بكامل البصر، موضحةً أن منطقة تُدعى “اللوزة العصبية أو الدماغية” كانت أكثر نشاطاً في حال تحديق الشخص في صور الوجوه التي تنظر باتجاهه مُقارنةً بنشاطها أثناء الوجوه الأخرى ذات الأعين الناظرة إلى أحد الجانبين.
وأوضحت الدراسة أن اللوزة الدماغية هي المسؤولة عن معالجة المعلومات الخاصة بالوجوه والانفعالات التي تظهر عليها، كما أنها تصدر استجابات حال مراقبة الشخص من قِبل الآخرين، كما أن تلك المنطقة يمكنها رصد وجود أشخاص ينظرون إلى الشخص إذا كانوا في إطار مجال رؤيته ولو كانوا بعيدين عن مركز رؤيته.
ولفتت إلى أن تلفت الشخص وتطلعه وشعوره بوجود مَن يراقبه، ناجم عن عمل منظومته البصرية اللاواعية، مبينةً أن ذلك جزء بسيط من منظومة متكاملة تشترك فيها 10 مناطق بالدماغ تعمل بشكل خفي وبوظائف محددة لإتمام الرؤية البصرية عند الإنسان.