توافد حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم الخميس لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، والاستماع لخطبة عرفة، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية.

وقال الشيخ عبدالله المنيع في خطبة عرفة إن أعظم خصال التقوى توحيد الله وإفراده بالعبادة بحيث لا يصلى إلا لله، ولا يدعى إلا الله، ولا يعبد أحد سواه لا بذبح ولا نذر ولا غير ذلك من أنواع العبادة، قال تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).

وأضاف: “وقد أوضح النبي ﷺ أن الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وإيتاء الزكاة بإخراج جزء يسير من المال لمستحقيه، وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً “، كما ذكر أركان الإيمان فقال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.

وذكر أن من صفات أهل التقوى الصبر على الأقدار المؤلمة كما قال تعالى: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)، مضيفا أن الحياة الدنيا لا تسلم من المصائب ولذا أمركم الله بالصبر كما قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).

وأكد الشيخ المنيع أن هذه المصائب تذكر الناس بالآخرة، وتجعلهم يستعدون للجنة التي لا مصائب فيها ولا أحزان، مبينا، أن الشدائد مهما عظمت فإنها لا تدوم ورحمة الله أوسع وفرجه أقرب وقد وعد الله بالفرج والتيسير، قال تعالى: (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا).

وتابع: أن الشريعة أمرت ببر الوالدين وصلة الأرحام، وحسن تربية الأبناء، ورغّبت في الترابط والتآلف والتكافل الاجتماعي، وأعطت لكل واحد من الزوجين حقوقاً على الآخر، كما أمرت بحسن الخلق وطيب المنطق و نشر المحبة بين الناس، قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).

وأردف المنيع: ” أما في الجانب الطبي فقد جاءت الشريعة بتوجيهات تؤدي إلى حفظ الصحة وسلامة الأبدان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (عباد الله تداووا فإنه ما من داء إلا وله دواء) وقال صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم فرارك من الأسد) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يُورِدَنّ مُصِح على مُمرِض) وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها).

وأبان أنه انطلاقاً من هذا الحديث النبوي الكريم الذي يمنع من التنقل في أوقات الأوبئة والأمراض شديدة العدوى، جاء قرار المملكة الحكيم بإقامة شعيرة حج هذا العام بأعداد محدودة، من الموجودين داخل المملكة من مختلف الجنسيات، حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي.

خطيب عرفة: الشريعة أمرت بحفظ الصحة وسلامة الأبدان.. والشدائد مهما عظمت لا تدوم

خطيب عرفة: الشريعة أمرت بحفظ الصحة وسلامة الأبدان.. والشدائد مهما عظمت لا تدوم

خطيب عرفة: الشريعة أمرت بحفظ الصحة وسلامة الأبدان.. والشدائد مهما عظمت لا تدوم

وفق “أخبار 24”.