قدر الله سبحانه وتعالى أن نعيش ويعيش معنا العالم أجمع في هذا الزمان تطور تقني ومعلوماتي سريع أثر في جميع مجالات حياتنا صغيرها وكبيرها وكان لها التأثير الأكبر في مجال يهمنا كثيرا ونحن أفراد عاملون فيه وهو مجال التربية والتعليم.
مما أكد على القائمين على التربية والعاملين في الميدان التربوي ضرورة التحديث والتطوير لمواكبة خصائص هذا العالم والاستفادة من تقنياته الحديثة والسعي نحو دمج التقنية في التعليم ،وذلك بهدف الارتقاء بالعملية التعليمية والرفع من كفاءتها وزيادة فعاليتها وتقديم طرق جديده ومتنوعة في التعليم تتناسب مع الفروق الفردية للمتعلمين وتدعم دور المعلم وترفع من كفاءته.
وبتأمل واقع مناهجنا الدراسية الحالية وبالرغم من حرص المسؤولين على تلبية احتياجات المجتمع والتطور الحاصل فيه، وكذلك الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في التعليم ،الا أن مناهجنا الدراسية مازالت عاجزة أمام التقدم التكنولوجي الذي يعتبر سمة هامة من سمات هذا العصر.
فلم تخطط هذه المناهج برمتها على أن تساير هذا التطور وان كان هناك اتجاه بسيط في هذا المجال، بل أغفلت مناهجنا الحالية قدرة أبناءنا الطلاب على استخدام التقنية والتفاعل مع التكنولوجيا، فمعظم أبنائنا الآن ان لم يكن جميعهم لديهم قدرات فائقة على استخدام التقنية ، كما أن لديهم طاقات مهدرة ، قد تستثمر من قبل آخرين تحيد بهم عن جادة الصواب.
لذلك كان من الأولى والأجدر أن تستثمر مناهجنا تلك الطاقات وتنمي تلك المواهب فيما يعود على أبنائنا ووطننا بالخير والعطاء.
ولا شك بأن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نعيشه اليوم في ظل المتغيرات العالمية والمحلية والتجديدات التربوية المتلاحقة، أحدث فجوة بين المناهج وبين متغيرات العصر.
لذا كان على خبراء المناهج والمهتمون بمجالها أن يسعون لردم هذه الفجوة ومواجهة المتغيرات التي أحدثها التقدم التكنولوجي لمواكبته والاستفادة منه في المناهج الدراسية.
وبما أن التكنولوجيا تعتبر من أبرز سمات العصر وضرورياته، لذا فإن دمج التكنولوجيا في المناهج أصبح متطلب ضروري ليحسن من خبرات المنهج ويجعل التعامل معه أكثر فاعلية من خلال استغلال إمكانيات التكنولوجيا، وليس مجرد إضافة عرضية في المنهج، بل دعامه أساسية لابد من توافرها لتحقيق أهداف المنهج وبخاصة تلك التي يسعى لتحقيقها المنهج الحديث.
وهذا ما تنبهت له الكثير من الأنظمة التعليمية، على سبيل المثال فقد ركزت المعايير الوطنية لتدريس العلوم والرياضيات بالولايات المتحدة الأمريكية على أن تكون التكنولوجيا عنصراً أساسياً في المنهج والتدريس.
كما أقيمت عدد من الندوات تدعو إلى الاستفادة من التكنولوجيا في بناء المناهج كان من أبرزها الندوة التي أقامها المركز الثقافي البريطاني والتي كان من أبرز توصياتها:
- على أعضاء المناهج الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وربطها بمجالات العلوم المختلفة أثناء بناء المناهج.
- الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال ربط المناهج بالتكنولوجيا.
لذلك كان لزاما علينا أن نتبنى مثل هذه التجارب ونبني عليها مناهجنا الدراسية ،ولكن قبل ذلك يجب علينا أن لا نقحم التكنولوجيا اقحاما في مناهجنا، بل لابد من الاهتمام بما يلي:
1/ التوعية بأهمية هذا النوع من التعليم وتدريب الطلاب والمعلمين على تقبل هذه الفكرة وكذلك نشر ثقافة هذا التعليم وأهدافه داخل الوسط التربوي وتوعية قائدو المدارس والمسؤولين بأهمية تطبيق هذا النوع من التعليم، كذلك توعية أولياء الأمور بأهميته وتحفيزهم لا بنائهم بممارسته والاستفادة من خدماته.
2/ التدريب المستمر والفعال للقائمين على هذه الأجهزة وكذلك تدريب المعلمين والطلاب أيضا لتفادي مشاكل اعطال الأجهزة.
3/ إعداد خطة مدروسة تتناول ( المعلم ، الأجهزة، البرامج ، التدريب ، الطالب ،المنهج الدراسي) وكذلك السماح للمسؤولين عن التعليم بتطويره بعد تدريبهم ومساندتهم .
4/ عرض تجارب الدول الرائدة والتي حققت نجاحات كبيرة في التكنولوجيا التعليمية ولابد من الاهتمام بهذا النوع من التعليم والتخطيط له بعناية وتطبيق المسؤولين هو الذي سوف يؤثر في النظام الحضاري والتطور التعليمي.
5/ تصميم مناهج تواكب متطلبات التقدم التكنولوجي.
6/ اتاحة الفرصة لتوظيف التعلم بدرجة معقولة وفق مبدأ انتقال أثر التعلم.
7/ لابد أن ننظر نظرة تفاؤلية بأن كل متعلم قابل للتعلم بل قادر للوصول الى مستوى الاتقان المطلوب ، والايمان بقدرات ابنائنا وتفاعلهم مع التكنولوجيا.
ختاما:
أبناؤنا طاقات مهدرة، وقدرات مكبوتة ، ومناهجنا لا تلبي معظم اهتماماتهم ،ولا تنمي مواهبهم ، لذلك يجب علينا استثمار تلك الطاقات وتنمية القدرات فيما يعود عليهم وعلى بلادنا بالخير والنماء.. وليكن شعارنا دوما: نحو تعليم أفضل.
بقلم: منيرة عبدالله العتيبي
باحثة في المناهج وطرق التدريس
الرياض/ العيينه
التعليقات 2
2 pings
نوره مبارك الدوسري
08/11/2016 في 6:00 ص[3] رابط التعليق
جميل جدا ومقال اكثر من رائع
بارك الله جهودك
نوره مبارك الدوسري
(0)
(0)
Asma
08/11/2016 في 3:32 م[3] رابط التعليق
م شاءالله رائع استمري 💛
(0)
(0)