شرّع الله لبني آدم الأكل والشرب والكلام والنظر وتعامل بعضهم مع بعض وإشباع غرائزهم جبْلة وفطرة. قاعدة لم يكسرها الا الصيام، كتاب على المؤمنين ولذلك حكمة ومقاصد نستأنس ببعضها ، ولله الحكمة البالغة. إن كتابة الصيام علينا كمؤمنين سبيل أن يذكرنا بقوة إرادتنا امام تعلقاتنا بعاداتنا اليومية الأكل والشرب والمعاشرة ...الخ وأننا قادرين على إدارتها وضبطها وإيقاف سلطتها علينا وتنظيم طاعتنا لها وفي ذلك استصغار لتلك العادات أن تطال حق استعبادنا بشكل او باخر. ثم ان في فرض الصوم على المؤمنين فتح باب رحمة وفضل، من جنس عمل نقي سالم من الرياء فائز بفخامة الإشارة والملاحظة والأهمية والتفرد بالجزاء من الله عن سائر أعمال ابن آدم . كمى جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة يقول قال رسول الله صلى الله علية وسلم قال الله(كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ويبقى أن يتلمس احدنا حال صومة واين منزلته من ثلاث تقسيمات ، قد اجتهد في تقسيمها الإمام الغزالي حيث قسم صوم الصائمين الى ثلاثة أقسام ( الاول سماه "صوم العموم" وهم من يبطلون وينقصون ثواب صيامهم إما بالغيبة أو النميمة أو الكذب والأذية والنظر الى ماحرم الله ، وفعل المحرمات ؛ وقال هم كمن بنى قصرا وهدم مصر . وسمى القسم الثاني "صوم الخصوص" وهو صوم الصالحين الذين إن صامو كفو حواسهم وجوارحهم عن المحارم والمآثم وقضو أوقاتهم في أعمال الخير . وسمى الثالث "صوم خصوص الخصوص" وهم اهل الرتبة العالية وهم من يصومون عن ماسوى الله صاءمين عن الدنيا ومن فيها )
حمد المطيران : الخرج