في المرة الأولي التي باغتني فيها تمسكت بطرفي السرير وأغمضت عيناي بشدة وأخذت أستنجد بمن حولي،حاولت فتح عيناي والنهوض فصفعني بقوة وجعل الدنيا تدور بي بسرعة، ثم طرحني أرضا شعور فضيع ومؤلم.
عارض بسيط ومؤقت لا يستدعي الخوف إلا أنه ثقيل جدا.
دواراً واختلال بالتوازن.
يشعرك بالغثيان والرغبة بالقيء، يلزمك بعدم الحركة والالتفات
أشبه بالحلم، كأنك في أرجوحة الدوارة في احدى مدن الملاهي الفارق الوحيد أنك في حالة الدوار بالأرجوحة تصرخ من فرط السعادة، أما الدوار الأخر فلا تستطيع الصراخ لأنه شعورٌ أكثر بكثير من كونه آلم.
في نهاية الأمر قررت أن أتأقلم معه، وأن نلعب سويًا لعبة الدوران حتي السقوط، هي من أجمل العاب الطفولة، ندور وندور ومن يقف دون أن يسقط هو الفائز بلا منازع.
من أهم شروط إتقان لعبة الدوران مع الدوار ان لا تتشبث بأي شيء حولك ولا تطلب المساعدة من صديق مهما كانت الاحوال، لا تكثر الشكوى.
ولكي تصبح محترفًا عليك ان تُجِيد فن الاسترخاء والتنفس العميق.
يقول ديبرا توم صاحب كتاب ابحث عن التوازن:
" لكي تحقق التوازن في العمل والحياة عليك بثلاثة اشياء:
إدراك الذات وأحداث التغير والمحافظة على التوازن.
وهي أمور لا تتم دون اقتطاع وقت لنفسك وممارسة التأمل وتعلم التنفس والاسترخاء والتفكير دون ضغوط في الأولويات "
جميل أن تحول الألم الي لحظة سعيدة وممتعة تُمْضى بها الوقت حتى يأذن الله بالشفاء.
اختلال التوازن علمني الاتزان بكل شيء، في الأكل، في النوم، في العلاقات الاجتماعية، وفي المال والصحة حتى في العبادة يلزمنا الاتزان (لا إفراط ولا تفريط)
قد نفقد التوازن في حياتنا دون أن نشعر بالدوار يوماً فالاتزان هو الخطوة الاولي لتعيش سعيدًا.
بقلم
حصة العنزي