أكد والد المفحط الشهير بـ»بدل فاقد« في خميس مشيط في أول ظهور إعلامي له بعد الحادثة أنه يشعر بالأسى والحسرة حيال هذا الحادث الأليم الذي ذهب ضحيته ثلاثة شبان من متجمهري التفحيط وأصيب ثلاثة آخرون تماثلوا للشفاء.
وأضاف بأنه يعاني الأمرين نتيجة تسبب ابنه في هذا الحادث من جانب، ومصرع الشبان الآخرين الذين يعدهم جميعا أبناءه من جانب آخر، مؤكدا أن مصاب أسر الضحايا هو مصابه أيضا وأنه وكل أفراد أسرته يشاركون أسر الضحايا الألم والعزاء داعيا الله للموتى بالمغفرة والرحمة وللمصابين بالشفاء العاجل.
وقال والد الشاب مشاري: إن ابنه تعرض لعملية اختطاف صريحة من قبل الدرباوية والمفحطين الذين للأسف تعج بهم منطقة عسير أخيرا، عادا ما وصل له من نتائج في عالم الدرباوية إنما هو حصيلة حقيقية لما خططت له تلك الشلل الفاسدة عند استقطاب مشاري الذي وجد منهم الدعم والتشجيع، مضيفا: الحي الذي نعيش فيه والأحياء المجاورة لها تعج بالدرباوية الذين خالطهم ابني وغرروا به ودعموه حتى أصبح أحد مشاهيرهم من خلال ما يقدمونه له من تسهيلات وإغراءات حتى صنعوا منه نجما في عالم الدرباوية وبالتالي، فإن صغر سنه وجهله أدى لأن يعيش هذا الخيال الذي رسموه له وأجواء النجومية الزائفة وباتوا يروجون له بأنه الأفضل وأنه خير من يمثلهم مستغلين صغر سنه كمراهق يستطيعون جره إلى أوحال الدرباوية ببساطة.
ووفقا لصحيفة مكة أكد أنه حاول أن يتدخل لإيقاف هذا الزحف المشين من قبل الدرباوية في المنطقة التي يعيشون فيها حتى باتت ظاهرة مزعجة إلى درجة أنه تقدم ببلاغ رسمي ضد ابنه لدى الشرطة في محاولة منه لأن تقف الجهات الأمنية في وجه هذه الظاهرة وتبطلها قبل أن تحرق نيرانها الأخضر واليابس، إلا أنه على حد تعبيره لم يجد من يصغي له وتفاجأ بأن محاولاته كلها باءت بالفشل، مبينا أن آخر بلاغ تقدم به للشرطة محاولا ثني ابنه عن الاختلاط بهذه التجمعات كان قبيل الحادثة بأسبوع إلا أنه لم يتغير في الأمر شيء.
وتابع: ابني مشاري معروف عنه ضعف الشخصية والانطوائية وهو حسن السلوك وليس من أرباب السوابق أو المشاجرات كما أشيع عنه، إلا أنه انجرف خلف الدرباوية وغرروا به لينساق خلفهم.
بعد التخرج
وأردف: تخرج ابني من المرحلة الثانوية العام الماضي وحرصا مني على إبعاده عن أجواء البطالة وما تسببه من ويلات بحثت له عن عمل وحصلنا له على وظيفة في إحدى الشركات في العاصمة الرياض وتوجه إلى هناك وتسلم مهام عمله واشترى سيارته التي تعد أول سيارة يمتلكها، إلا أن ارتباطه ببعض التجمعات الشبابية الفاسدة في المنطقة لم يتركه يواصل مشواره العملي فغرروا به حتى ترك عمله وعاد إلى خميس مشيط وبزعمه أنهم سيوفرون له وظيفة أخرى والحقيقة أنهم فقط يريدون أن يعيدوه إلى المستنقع الذي يعيشون فيه، وبالفعل عاد أخيرا ليخالطهم من جديد ويعيش في براثنهم حتى جاءت النتيجة الحتمية التي كانت فاجعة لي وله ولكل من سمع الخبر.
لم تكن ليلة الحادثة ليلة عادية كغيرها في منزل مشاري وأسرته فتفاصيلها كانت غريبة من كل ناحية، إذ قال والده: إن الأسرة كانت مجتمعة في المنزل وبمن فيهم مشاري وكان الغريب في تلك الليلة أنه كان مرتبكا ويبدو عليه التوتر وكأنه يشعر بأن خطبا ما سيقع وكنا نلاحظ أن هاتفه الجوال لم يتوقف عن الرنين طيلة تلك الليلة وكانت رسائل الجوال تنهال عليه بشكل كثيف جدا، والغريب أن والدته شعرت بهذا التوتر وعندما بدل ملابسه وهم بالخروج وقفت في طريقه وحاولت أن تثنيه وطلبت منه ألا يخرج في تلك الليلة، إلا أنه كان يتحجج بأن الأمر ضروري وأنه لا بد أن يخرج وبالفعل خرج وكان أمر الله نافذا.
واستطرد: خرج ابني وكان يحمل بين جوانحه هما كبيرا كان واضحا على محياه قبل أن يخرج وكأنه كان يشعر بأن خطبا جللا سيقع وبالفعل توجه إلى ميدان التفحيط الشهير بشارع المية بسيارته التي كان اشتراها سلفا إبان عمله في الرياض وبدأ يمارس طقوسه أمام جمع غفير من المتجمهرين الذين يسهمون بشكل كبير في صناعة نجوم الشوارع وميادين التفحيط، إلا أن أمرا طرأ لتنحرف سيارة مشاري وتتجه باتجاه المتجمهرين وتطرح 6 منهم أرضا مضرجين بالدماء.
لحظات عصيبة ومضى والد مشاري بالقول: في مرحلة اللاوعي لحظة الحادث واصطدام السيارة بالجمهور نقل مشاري عبر سيارة أخرى من قبل المتجمهرين إلى مكان غير معلوم فيما أخرج آخرون السيارة من موقع الحادث ولاذوا بالهرب بعد وقوع الكارثة، وحينها كنت نائما قبل أن يردني اتصال من أحد أبنائي في المنطقة الغربية ليخبرني أن مشاري تسبب في حادث مروري وأن الجهات الأمنية تبحث عنه، صحوت مذعورا لأجد رجال الأمن يقفون أمام باب منزلي ممسكين بأحد أبنائي، امتثلت وابني لأوامر الأمن وانتقلنا إلى مقر إيقافنا بعد أن أفهمنا بما حدث وعلمنا بأن قدر الله وقع وأننا أمام الأمر الواقع.
وزاد: عندما وقع الحادث عمد الدرباوية المتجمهرون إلى نقل مشاري وإخفائه من الموقع وحاولوا إقناعه بالهرب من المنطقة والسفر والاختفاء بعيدا عن الأنظار إلا أنه رفض وتواصل مع إخوته وعندما علم أنني وشقيقه موقوفان قرر تسليم نفسه فورا وبالفعل حضر إلى مقر إيقافي وهو في حالة هستيرية من البكاء والانهيار العصبي وفي حالة يرثى لها ودخل إلى مقر إيقافي وحاول أن يسلم علي إلا أنني رفضت السلام عليه غضبا منه على هذه المعضلة التي أوقع نفسه فيها.
وقال والد مشاري: غادرت مقر الإيقاف مثقلا بالهموم والحزن والأسى على ما أوقع ابني نفسه فيه وحزنا على أرواح بريئة ذهبت في لحظة تجمع شبابي طائش أبطاله مراهقون لا يعرفون مصلحة أنفسهم ويلقون بأيديهم إلى التهلكة وهم ينظرون، نحن نعاني من تفاقم هذه الظاهرة التي اختطفت أبناءنا من بين أيدينا وليست هذه معاناتي وحدي بل معاناة كثير من الأسر في المنطقة الذين باتت هذه التجمعات تتخطف أبناءهم سواء كانوا نجوما في هذه الميادين ويقدمون على أنهم مفحطون وأصحاب بطولات، أم كانوا متجمهرين ومحبين لمشاهدة وتشجيع هذه الظاهرة فالمحصلة واحدة، لكن ما زال الأمل معقودا على الجهات الأمنية في المنطقة أن تضيق الخناق على هذه التجمعات وتحد منها وتقضي على هذه الظاهرة التي لن نجني من ورائها خيرا بأي حال من الأحوال.
وأردف: ابني مشاري تعرض لحادثة إطلاق نار قبل عام في أحد هذه الميادين واستقرت طلقة نارية في عموده الفقري وما زالت موجودة فيه حتى الآن وتسببت له بآثار صحية شديدة من بينها الرعاش والهزال وغيرها وكادت تقضي عليه في حينها وتنهي حياته وما زالت قضيتها منظورة في أروقة الجهات المعنية، لذا فإن ما يحدث في شوارعنا من تجمعات شبابية وممارسات وسلوكيات غير منضبطة يحتاج إلى وقفة حقيقية لدراسة أسبابها ومعالجتها واجتثاثها لئلا تتكرر مثل هذه
المآسي مرة أخرى.
المفحط الشهير «بدل فاقد» هو الشاب ـ مشاري ـ الذي تخرج من المرحلة الثانوية العام الماضي وهو الرابع بين إخوته وينتسب لأسرة عريقة في خميس مشيط وعرف عنها مكارم الأخلاق والمواقف المشرفة في أوساط المجتمع في منطقة عسير.