عندما تحتاج إلى وظيفة ولايوجد لديك مؤهلات سوى الابتدائي وخبره من مستوصف خاص سنتين وعندما قدمت على مستوصف خاص وكان بحاجه إلى موظف وعندما قابلت المدير صاحب المستوصف وعندما اطلع على الملف وكانت أسالته داخل مجال العمل وتناقشنا في الأعمال والأنشطة التي يعمل بها المستوصف مثل الاستقبال والإشراف والتراخيص وتوفير المستلزمات الطبية والصحية تم الاتفاق ولاكن بدون إبرام عقد عمل بل قال لي عن المرتب والسيارة وبإذن الله من اليوم أنت معنا وسوف اتصل عليك هذه الأيام . قلت الحمد لله فرحت بهذه الوظيفة وبعد أسبوع اتصلت عليه ويتعذر بقوله لم اكتب معك العقد ونسي كلمته لي مارئيكم بهذا المدير علما بعد يومين من المقابلة رفضت وظيفة اقل راتب ولاكن للأسف الرجل سحب كلمته بعد إعطائي الأمل , ماتعليقكم على كلام صاحب العمل والواقع بمحافظة الخرج والحمد لله على كل شي؟
الجواب : بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد وبعد :
أن سؤال الأخ السائل ينقسم لشقين الشق الأول قانوني والآخر يتعلق بمكارم الأخلاق والوفاء بالوعد أما الشق القانوني , فنفصل القول فيه على النحو التالي :-
1-نود أن نؤكد للأخ الكريم بان مسالة مؤهلاته وخبراته مسالة تقديرية راجعة لصاحب العمل (في القطاع الخاص) الأمر المهم أنك لم تخفى عنه أو تزور عليه حقيقة مؤهلاتك وخبراتك لأن ذلك سينجم عنه انهيار مسوغات التوظيف وبطلان العقد.
2-أما ما يخص كتابة عقد العمل فهو إجراء شكلي يراد منه ضبط العلاقة وإثباتها وحفظ الحقوق في حال الخلاف , فليس كل من يعمل لديه عقد مكتوب مع أهميته لحفظ الحق من الضياع كما اشرنا , ولذلك فان المنظم السعودي اقر مبدأ يحفظ حقوق العامل الذي لم يبرم عقد عمل حيث أشارت المادة الأولى من نظام العمل الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/51) وتاريخ 23/8/1426هـ في تعريفها للعمل بأنه ” جهد مبذول في نشاط إنساني , تنفيذا لعقد عمل (مكتوب أو غير مكتوب ) بصرف النظر عن طبيعتها أو نوعها , صناعية كانت , أو تجارية , أو زراعية , أو فنية , أو غيرها , عضلية كانت أو ذهنية” . مما يؤكد أن العمل ليس من لوازمه كتابة العقد ويستأنس في إثباته بملابسات الحال من مقدار الراتب الذي قبض ومن كشف الحضور والانصراف وما شابه كما تطبق أحكام لائحة نظام العمل عوضا عن بنود العقد الذي لم يكتب , ولكن الإشكالية في حال الأخ السائل أنه لم يباشر العمل مما يزيد من صعوبة أو استحالة الإثبات .
الشق الأخلاقي يلزم صاحب العمل الذي ابرم الاتفاق وانفض المجلس على هذا الاتفاق أن يتقي الله ربه ويلتزم بالعقود التي تنعقد بتراضي حسب الشرع المطهر وليس من مقتضيات انعقادها الكتابة ونذكرك بقولة تعالى ( إنما يتذكر أولوا الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ) , وأيضا انصح الأخ السائل أن يكثر من الاستغفار فلقد ثبت عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب) وأذكرك ونفسي والقارئ الكريم بالحرص على صلاة الفجر جماعة وعليك بطلب الرزق في مكان آخر فان رزق الله واسع وأرضه واسعة وعليك بالسعي وبذل الأسباب وسوف تجد الخير الكثير بإذن الله هذا والحمد لله رب العالمين .