روى والد الشهيد النقيب سعد السبيعي، الذي استشهد في الربوعة قبل ٥٥ يوماً، تفاصيل تتعلق بالواقعة، وذلك بعد أن تقدم بالشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وولي ولي عهده، ونائب قائد القوات البرية الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز.
وقال الأب ويدعى محمد بن سعد: “أفخر بأنني قدمت ابني شهيداً في ساحات الوغى مدافعاً عن دينه وبلده ومليكه، ولدي الاستعداد أن أقدم نفسي وأبنائي فداء لشبر واحد من وطني”.
وأضاف في حوار أجرته معه: “أصيب سعد قبل أكثر من ستة أشهر تقريبا في آخر رمضان ، بإصابة أدت الى فقدان سمعه، حيث تقطعت الأعصاب الداخلية في أذنيه، وأصيب بشظايا في جسمه ورفض أن يخرجها حتى انتهاء المعارك هناك”.
وأردف: “بقي لدينا أسبوعين ثم عاد لتأدية واجبه على الحد الجنوبي ،وعند عودته للجنوب طلب منه زملاؤه البقاء في السرية وعدم المشاركة في المعارك تقديراً لظروفه الصحية لحين شفائه إلا أنه أصر على المشاركة وقال (أتيت من بيتي وتركت والدي ووالدتي لأشارك معكم في الدفاع عن بلدي لا لأجلس في المعسكر وأنا مكاني ليس في السرية وإنما في الخطوط الأمامية، في الجبهة)”.
وتابع: “كُلف ابني في الربوعة مع سريته المكونة من ٣٠ عسكرياً، وكان قبل ذلك في منفذ عذب في ظهران الجنوب ، حيث أرسلوهم للربوعة لتطهيرها، واتصل بي قبل استشهاده بيوم وقال: (يا أبي الشهادة قربت، وإنني أتطلع إليها)”.
وقال الأب: “ساروا على الأقدام لها ليلاً ودخلوها الفجر، احتلوا الجبل الأول واحتلوا الجبل الثاني وسيطروا على الوضع وجلسوا في الجبل الثاني من الساعة التاسعة حتى الرابعة عصراً، ثم نفدت ذخيرتهم وتأخر الإمداد ثم أصيب سعد وانسحب هو ووزملاؤه وحملوه ولما هموا بالانسحاب التف عليهم العدو واستشهد زميلهم العسيري الذي كان يحميهم من الخلف ويخرج المصابين خارج أرض المعركة”.
وأضاف: “بأمر من النقيب سعد قال (اتركوني واعطوني رشاشا وأنا أحميكم) ثم انسحبوا ، وتشهد وذكر ربه، وطلب اتصالا للتواصل معي قال (أريد مكالمة والدي) ، ولكن تعذر الاتصال بي، ثم أمرهم بالانسحاب الفوري وبقي ليحميهم، وقبل انسحابهم بوقت تغير وجهه ولفظ أنفاسه”.
وبحسب صحيفة سبق أردف الأب: “في أثناء خروجهم من الجبال جميعاً من أرض المعركة ، قابلهم زميله سلمان بن سعيد المقراح القحطاني، وسألهم (أين سعد) فقالوا (استشهد)، فقال (سوف أرجع لآخذه)، فرفضوا وأكدوا أن الوضع خطر ، لكنه أصر على العودة فاستشهد ومكثوا 50 يوماً في ذلك الجبل”.
وقال والد الشهيد: “علمنا بخبر استشهاده عن طريق تويتر، ثم تأكدت بعد الإعلان عن استشهاده في التلفزيون”. وأضاف: “لما أعلنت الهدنة رجع أفراد سريته وأخذوا الجثث الثلاث وهي جثة عسيري والقحطاني والسبيعي، وأخبروني بأن أحد الأقارب تسلم الجثة”.
وأردف: “لم تتغير ملامحه ولم تنبثق منه رائحة رغم طول مدة مكوثه في منطقة مكشوفة”.