التطور عملية حتمية في حياتنا.. لا أحد يستطيع انكار هذه الحقيقة، ولكن ماذا عن دور الاعلام في هذا التطور؟
ليس هناك خلاف على أن الاعلام بات من أخطر الاسلحة التثقيفية والترفيهية في زمننا الحديث، بالرغم من أن عمر الوسائل الاعلامية قصير نسبياً إلا أنها استطاعت أن تتحكم بسلوك وطريقة تفكير المجتمعات بشكل خطير ومشهود.
قديماً كان عملية الاتصال تكون على حيز ضيق إما عن طريق الاتصال الفردي بين شخص وآخر وإما عن طريق الاتصال الجماعي عن طريق شخص وجماعة من الناس أو جماعة مع اخرى، ومع تطور الزمن وظهور التقنيات والمخترعات الحديثة تولد لدينا الاتصال الاكثر خطورة وهو الاتصال الجماهيري الموجه من قبل فرد أو جماعة صغيرة ليستهدف مليارات البشر.
ورغم هذا التطور إلا أن الاتصال الجماهيري كان يتم عن طريق وسائل محدودة شكلت مع بعضها اسم الاعلام القديم وهي الصحف والتلفاز والمذياع والنشرات الورقية، وغالباً ما كان يستخدم هذا الاتصال لبث نشرات اخبارية أو تعليمية أو ترفيهية ذات هدف معيّن يخدم المرسل فقط وتعد هذه الحقيقة من أكبر سلبيات الاعلام القديم، ناهيك عن عدم توفر المحتوى الاعلامي بشكل مستمر وثابت يخدم المتلقي في الوقت الذي يريده.
بالطبع فإن تلك السلبيات قد تم التغلب عليها بعد ظهور الوسائل الاعلامية الحديثة مع تولّد ثورة الانترنت الذي ساهم بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الانترنت المرئية والمسموعة على نطاق واسع.
ولكن هل يكون الاعلام الحديث قد حقق الكمال المنشود له بعد تغلبه على سلبيات الاعلام القديم؟
بعد ظهور العديد من القنوات والوسائل التي باتت تخترق جدران البيوت فإن الخصوصية الشخصية قد حكم عليها بالاعدام من قبل تلك الوسائل الحديثة.. نعم من المحزن والمخجل أن نرى بعض الناس بدءوا يستخدمون الوسائل الحديثة استخدامات خاطئة تهدف لنشر المحرمات والكلام الفاحش والتصرفات الغير مسئولة التي تخالف ديننا الاسلامي الحنيف.
هل فعلاً هذه هي ضريبة انتشار الوسائل الاعلامية الحديثة وتوفرها بأيدي الجميع؟
بدأت للأسف ألاحظ انحدار اخلاق الكثير من الاشخاص في المجتمعات العربية الاسلامية، والادهى والامر من ذلك ان تلك السلبيات التي تغلب عليها الاعلام الحديث باتت هي ذاتها تساهم في سرعة نشر تلك التصرفات التي دمرت الكيان الاخلاقي للمجتمعات.
[CENTER]عبدالعزيز الحجي- الكويت
AlBigboss86@[/CENTER]