[COLOR=red]جعفر عباس[/COLOR]
كاذب من يزعم أننا في ذيل الأمم في كل المجالات، فهناك ميادين احتلت فيها الدول العربية الصدارة بجدارة، فمثلا تفيد تقارير هيئة الشفافية العالمية أن الدول العربية تتصدر قائمة الفساد المؤسسي، أي نهب المال العام من قبل أقلية، كما ان هناك أربع دول عربية ضمن العشر «الأوائل» في قائمة الدول الفاشلة التي لا ينعم مواطنوها بالأمن والطعام والمأوى، وتتقدم أحوال مواطنيها الى الوراء على أسس علمية مدروسة.. وسبق لي أن أشرت مرارا الى ان أمة الأعراب تتفوق على غيرها من الدول في مجال الأكلات المشبعة بالنيكوتين وثاني أوكسيد الزرنيخ، ويفسر هذا ظاهرة العكننة التي تلازم العربي من المهد الى اللحد، وظاهرة النوم الوبائي في المكاتب: الفول والحمص مثلا لهما نفس تأثير المساج.. تأكل شيئا منهما فتحس بالاسترخاء والرغبة في النوم، أما الكبسة والمنسف والهريس فكل منها اسم على مسمى، ولا تنس فخر المائدة العربية السيدة «أم علي» التي تبجحنا بأنها عربية المنشأ فصار الغرب يسيء بنا الظنون... ومعهم حق: أليس من الطبيعي أن تحكم على شخص يتحدث عن حبه لـ«أكل» أم علي، بأنه كانيبال أي من أكلة لحوم البشر.
قرأت في تقرير ما أن هناك - في المتوسط العام - طبيبا واحدا لكل مائة ألف عربي، خذ في الاعتبار ان هناك مواطنين عربا لا تشملهم الاحصاءات والدراسات لأنهم درجة رابعة، ويعيشون في أطراف وهوامش بلدانهم.. حسنا سأوافيكم بإحصائية ترفع معنوياتكم وترفع رؤوسكم بين الأمم: هناك دجال واحد لكل ألف مواطن عربي.. وعائدات الدجل في العالم العربي - وليمت الحساد بغيظهم - تناهز خمس مليار دولار.. هذه المعلومات مصدرها جامعة دبي التي أفاد تقرير أصدرته بأن صناعة الدجل في دولة الإمارات وحدها تساوي قيمتها مليارا وأربعمائة مليون درهم سنويا.. بس المؤسف هو ان الدخل من تلك الصناعة «يخرج» من جيوب العرب ويصب في جيوب خبراء معظمهم أفارقة، فلسبب غير مفهوم يعتقد الكثير من العرب ان الله خص بعض الأفارقة بقدرات خارقة على شفاء العقم وتوفير عريس لكل راغبة في الزواج، وتحويل الكلينكس الى دولارات، لاحظ ان العملة المفضلة لدى أولئك الخبراء ليس اليورو ولا الاسترليني بل الدولار بالتحديد، ربما لأنهم يعرفون ان العرب يسبون أميركا صاحبة الدولار بألسنتهم، ولكنهم يعشقون عملتها بدليل أنهم ما زالوا متشبثين بها، رغم انهيارها مؤخرا، ورغم ان الارتباط بالدولار يجعلك رهينة في يد اميركا كما اكتشفت ايران بعد سقوط نظام الشاهنشاه (ملك الملوك محمد رضا بهلوي).. تاجر في الإمارات استولى مشعوذ على مئات الآلاف من الدراهم منه بعد ان حول أمامه ثلاث ورقات سوداوات الى دولارات.. ورغم ان التاجر علم ان المشعوذ توجه الى المطار حاملا معه الغنيمة إلا أنه لم يبلغ الشرطة خوفا من ان يصبح مادة للتهكم بعد ان يعلم الناس بأنه كان جشعا وأراد زيادة ملايينه بالسحر الأسود (الزئبق الأحمر).