عندما تعلو الرغبات على صوت العقل والفضيلة، تنفتح أبواب الإغراء والشيطنة لجذب الضحايا إلى هوة سحيقة، وعندما تعود الضحية إلى رشدها يكون الوقت متأخراً؛ فتنسدل الستارة على دموع وأحزان وندم حيث لا ينفع الندم، بحسب تحقيق لصحيفة عرب نيوز، حيث أن سجن النساء في المدينة مثالاً للمرفق الإصلاحي.
إحدى الفتيات أنهت محكوميتها، لكنها لم تر ضوء النهار لأنه تم تحويلها إلى دار الفتيات لأن والدها رفض تسلمها، فانكفأت على نفسها تحكي مأساتها: أقنعتني صديقة للهروب معها إلى جدة للتخلص من ضغوط عائلتي وسوء معاملة شقيقي، وبدون أدنى تفكير ذهبت معها ولكن تمّ اكتشافنا فورًا من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت تراقب شقتنا، وعندما جاء والدي لتسلمي قال إنه سيقتلني وأرسلت إلى السجن لقضاء ستة أشهر، وأنا الآن في دار الفتيات منتظرة عفو والدي وأخي.
وقالت فتاة أخرى إنها يتيمة فقامت بتنشئتها أسرة فاضلة، حتى إن بلغت سن السادسة عشرة، فكانت أسرة حنونة تعاملها جيداً، لكنها التقت بصديقات السوء في المدرسة فأغرينها لارتكاب الأخطاء، فكانت تهرب من المدرسة إلى الاستراحات مع شاب حتى قبضتهن الهيئة. وأضافت: استدعوا عائلتي التي تبنتني لأخذي من مركز الشرطة، لكنها رفضت خوفاً على سمعتها فأخذت إلى الحجز وعشت في دار الفتيات، ولكنني وجدت اختلافاً كبيراً في المعاملة مقارنة بمعاملة عائلتي الحاضنة، كنت أتشاجر يومياً مع البنات والمشرفات، فقررت المغادرة وتقابلت مع رجل وعدني بالزواج، فكنت ألتقى به في أحد الأسواق عندما التحقت بمعهد للكمبيوتر، ولقد اكتشفت أخطائي لأنني أصبحت حاملاً، وعند التحقيق معي اعترفت بما حدث ولكن أنكر الشاب معرفتي والطفل الذي لم يولد بعد.
فاطمة بنت أخرى تقول إنها حزينة ولا ترغب في الرجوع إلى أهلها، لأنها مسؤولة عن الحالة التي آلت إليها: كانت أمى مشغولة دائماً وأبى لم يكن أحسن حالًا منها فقد كان منشغلاً بزوجته الثانية. وقالت ليست لها شقيقات أو أخوان؛ ما دفعها أن تذهب إلى منزل الجيران فقدمتها صديقتها إلى شقيقها، فتطورت علاقتهما إلى أن حدثت الكارثة وظهرت علامات الحمل عليها.
واعترفت فاطمة قائلة: لم أخبر أي شخص فبدأت بارتداء الملابس الواسعة حتى لا يكشف أحد انتفاخ بطني، شعرت ببعض الآلام فأخذني أبى إلى الطبيب الذي لم يدار أو يوار أنني أعاني من آلام الوضع، لم يتحمل أبى الصدمة فخر مغشياً عليه أما أمي فقد ذعرت وأدركت إهمالها ولكن بعد فوات الأوان. وأرسلت الفتاة إلى دار الأيتام بعد أن رفض والدها بقاءها بالبيت، بينما رفضت فاطمة أن تذهب مع أبيها فاختارت البقاء في السجن.
أما منال فقالت: إن أمها هي أساس المشكلات فمنذ طلاقها كانت شقيقاتها يقضين الليل مع رجال في الفنادق، وفي يوم من الأيام ذهبت مع رجل إلى منزله فاشتبك مع صديقه الذي كان معنا، فخرجت الأمور عن السيطرة فاستمرا في الشجار إلى أن استدعت أمه الشرطة، ولم أستطع الهروب فقبض علىّ، ورفض أبى أن يأخذني معه إلى المنزل وأمر عمي أن يأخذني إلى القرية خوفاً على شقيقتي ولكنه لم يدرك أنها كانت على نفس الطريق.