الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، أمّـا بعـد :
الزواج هو نعمة كبيرة جداً أنعمها الله تبارك وتعالى علينا وهو السّد المنيع من الفساد و الإنحراف وهو المودّة والرّحمة وهو السعادة والألفة وهو الستر والعفاف للرجل والمرأة وهو ضدّ الرّذيلة والفوضوية والجنسيّة الحيوانيّة وهو ضدّ انهيار الأسرة والأخلاق وهو لإقامة مجتمع نظيف طاهر وهو إنجاب ذريّة صالحة يعمرون لا يهدمون ، وقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم : أربع من سـنن المرسـلين : الحنّاء و التعطّر والسـواك والنّكاح . رواه الترمذي .
الزواج باللغة العربية يعني : الإقتران والإزدواج فيقال زوج بالشيء ، وزوّجه إليه : قرنه به ، وتزاوج القوم وازدوجوا : تزوّج بعضهم بعضاً ، والمزاوجة والإقتران بمعنى واحد .
والزواج إصطلاحاً : هو العلاقة التي يجتمع فيها رجل (يدعى الزوج) وإمرأة (تدعى الزوجة) لبناء أسرة .
فالزواج هو علاقة متعارف عليها ولها أساس في القانون والمجتمع والدين ، وهي الإطار المشروع للعلاقة الجنسية وإنجاب الأطفال للحفاظ على الجنس البشري و تنفيذ أمر الله سـبحانه وتعالى و غظ للبصر و حفظ للفرج و تحقيق للسـكن النفسـي والروحي والجسـدي والحفاظ على الأنسـاب و صيانة للمجتمع من الأمراض الفتّاكة و تحقيق السـتر و تأجيج عاطفتي الأمومة والأبوّة و تحمّل المسـؤوليات .
يمتد تاريخ الزواج بين بني البشر إلى عهد النبي آدم ، وحواء ، حيث مثّلا أوّل لبنة زواج شرعي في تاريخ البشرية جرى بين كائنين بشريين .
وقد أمرنا الله سـبحانه وتعالى بما هو أكبر من ذلك أن نتذكّر نعمته في خلقنا على هذا النحو وبأن خلق فينا هذا الميل من بعضنا لبعض وغرس في القلوب الحب والرحمة بين الزوجين ، كما قال سبحانه وتعالى : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون . صدق الله العظيم
ومن فوائـد الزواج :
* أنّ من يريد الزواج فسـيجد العون من الله ، كما قال الرسـول صلى الله عليه وسلّم : (ثلاثة حقّ على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والنّاكح الذي يريد العفاف) .
* أنّ الزواج هو طريق شرعي لإشباع الغريزة الجنسية ، بصورة يرضاها الله تبارك وتعالى و رسوله محمد صلى الله عليه وسـلّم ، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام : (حُبِّب إليَّ من دنياكم : النّسـاء والطّيب ، وجُعلتْ قرَّة عيني في الصلاة) .
* أنّ الزواج هو طريق لكسب الحسنات . قال : (وفي بُضْع (كناية عن الجماع) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) .
* أنّ الزواج هو وسيلة لإستمرار الحياة ، وتعمير الأرض ، فالأبناء الصالحون هم إمتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما ، كما قال عليه الصلاة والسلام : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنْتفَع به ، أو ولد صالح يدعو له) .
* أنّ الزواج هو سبيل للتعاون ، فالزوجة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل ، وتهيئة أسباب المعيشة ، والزوج يكفيها أعباء الكسب ، وتدبير شؤون الحياة .
* أنّ الزواج هو تقوية للعلاقات والمعارف من خلال المصاهرة ، واتّساع دائرة الأقارب , فعندما غزا النبي محمد عليه الصلاة والسلام بني المصطلق في غزوة المريسيع ، وأسر منهم خلقًا كثيرًا ، تزوّج السيّدة جويرية بنت الحارث (رضي الله عنها) وكانت من بين الأسرى فأطلق الصحابة ما كان بأيديهم من الأسرى ؛ إكرامًا للرسول وأصهاره ، فكان زواجها أعظم بركة على قومها .
وقد رغَّب النبي صلّى الله عليه وسلّم في الزواج ، وحثَّ عليه ، وأمر به عند القدرة عليه وأفاد بأنّه عون على طاعة الله واكتسـاب لمرضاته ، فقال صلى الله عليه وسلّم : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة (أي : القدرة على تحمل واجبات الزواج) فليتزوج ، فإنّه أغضُّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنّه له وِجَاء (أي : وقاية وحماية) متفق عليه .
وقد عنَّف رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، من ترك الزواج وهو قادر عليه ، ونبّه إلى أنّ هذا مخالف لسـنّته صلى الله عليه وسلّم ، والمقصود من هذا (الحكمة من الزواج) هو الحفاظ على النّسـل البشـري وأيضاً وجود الإمتاع النفسـي والجسـدي بين الزوجين وأيضاً بلوغ الكمال الإنسـاني بالزواج الشـرعي وأيضاً التعاون على بناء هذه الحياة ،
وقد قرأت بأنّه كان للزواج أنواع عديدة في الجاهلية : زواج الإسـتبضاع ، و زواج المضامدة و زواج المخادنة و زواج البغاء و ونكاح الضّيزن أو وراثة النّكاح و نكاح الشـّغار و نكاح البدل أو تبادل الزوجات و نكاح المسـبيّات أو المخطوفات و الزّنا و الزواج المؤقّت أو زواج المتعة .
وعندما بعث الرسول عليه الصّلاة والسّلام قام بعملية الهدم لجميع هذه الأنواع من الأنكحة (الزواجات) إلاّ نكاح النّاس اليوم ، وقد أبطل الإسـلام هذه الأنكحة أيضاً وأبقى على نكاح البعولة الذي هو النّكاح الشـرعي الذي يقوم على الخطبة والمهر والعقد بالشـروط التي أقرّها الإسـلام وبالشـهود والمقصد من ذلك كلّه هو بناء مجتمع قوي يقوم على أساس متين ومنظّم فيه الحقوق والواجبات محترمة وتقوم على أساس الود والمحبّة والإحترام .
فالزواج هو الوسـيلة الشـرعية الحلال لإسـتمرار هذه الحياة في الذريّة ، كما قال عليه الصّلاة والسّلام تناكحوا تكاثروا تناسـلوا فأني مباه بكم الأمم يوم القيامة .
وقد نهى الإسـلام عن العزوبية وحضّ على الزواج المبكّر والإكثار من النّسـل ، فالزواج هو من سـنن الإسـلام فكلّ من بلغ سـن الزواج وكان قادراً عليه في ماله وبدنه وجب عليه أن يتزوّج ولكي يتم هذا الزواج لابدّ من توفّر بعض الأمور المرغوب فيها بين الزوجين ، كما حدّثنا عنها الرسول عليه الصّلاة والسّلام : تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسـبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك .
وهنا أوجّه رسـالتي للوالدين الذين هم من يختارون الزوجة لولدهم أو يختارون الزوج لإبنتهم بأن يسـهّلوا الأمور ولا يصعّبوها على الطرف الآخر ولا يبالغوا بطلباتهم للمهور والأعراس والحفلات وغيره فقد جعلت هذه الأمور لفعل الخير والبر وهذا ما فعله الرسول عليه الصّلاة والسّلام حينما أعتق جويرية بنت الحارث و نزوّجها رضي الله عنها وكان قد أعتقها من الرّق مهراً لها ، وقال أيضاً عليه الصّلاة والسّلام : لمن أراد أن يتزوّج وليـس لديه مال : إلتمـس ولو خاتماً من حديد ، لذا إختاروا أصحاب الدين والخلق الكريم ،
أهم العقبات التي تعترض الزواج : غلاء المهور ، المبالغة في تكاليف الزواج ، عائق الدراسـة ، الإرواء الغريزي غير المشـروع ، قلّة الأجور وغلاء المعيشـة ، إنتشـار البطالة ، ترك المجال للنسـاء للتدخّل ، ضعف الوازع الديني .
فالفرع الكريم لا يأتي إلاّ من أصل كريم أي من الحياة الزوجية الحلال .
ويجب على الزوجين إحترام حقوق بعضهما البعض وأن يكونا ودودين رحومين مع بعضهما ، وقد قال تعالى بكتابه العزيز : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسـكم أزواجاً لتسـكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً ، إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون . صدق الله العظيم
فالزوجان مربوطان ببعضهما بالمحبة والألفة والود برباط روحي وأبدي ، وكما قال تعالى بكتابع العزيز : هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ . صدق الله العظيم
وهناك بعض الأنواع من الزواجات التي تحقّق : المصالح السـياسـية و أو الزواجات من أبناء العمومة ، أو الزواج لمصلحة الأب أو الولي ويجب علينا إبطالها ، لأنّ الإسـلام حرّم كلّ زواج لا ترضى فيه المرأة أو يكون رضاؤها منتزعاً بالإكراه أو الخديعة .
والزواج ينحلّ إمّا بالموت (موت أحد الزوجين) أو بالفرقة (بالطلاق أو الخلع أو الطلاق بحكم القاضي للضرر والعيب وغياب الزوج وعدم إنفاق الزوج) .
وقد ذاق سـقراط الأمرّين في حياته الزوجية ومع ذلك فقد قال لكثير من الشـباب في أواخر أيّامه ناصحاً : يجب أن يتزوّج الشـاب على كلّ حال ، فإذا رزق زوجة حكيمة مخلصة غدا سـعيداً ، وإذا منحته الأقدار زوجة شـريرة مشـاكسـة أضحى فيلسـوفاً .
ختاماً : أتمنّى من الله العليّ القدير أن يديم علينا نعمة الإسـلام ونداوم على القرآن والسـنّة وأسـأله تبارك وتعالى أن يعيننا على تربية أولادنا وفق المنهج الإسلامي ، كما أمرنا رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم ،وكما يحب سبحانه وتعالى ويرضى .
والسـلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
[ALIGN=CENTER][COLOR=red]
عبد القـادر بن محمّد بن قاسـم الفـهّـاد
مدير إدارة الموراد البشـرية
مؤسـسـة الشـتاء والصيف للتجارة والمقاولات
الريــاض المملكة العربية السـعودية
Kader7hr@hotmail.com[/COLOR][/ALIGN]
التعليقات 1
1 ping
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
27/06/2011 في 3:34 ص[3] رابط التعليق
والله يالغالي انتو وظفونا وظيفه زي الناس وماعليك مابي زوجه رزينه وحكيمه
انت رجال متزوج ومبرد عشان كذا موضوعك احس فيه برود ع الآخر ,,
شوفو حل لغلاء المهور ولا بقضي حياتي رايح جاي للبحرين شسوي ;(
(0)
(0)